Read more »
لن نصالح بقلم دعاء عيد
![]() |
لن نصالح بقلم دعاء عيد |
![]() |
لن نصالح بقلم دعاء عيد |
![]() |
لن نصالح بقلم دعاء عيد |
وحمل ألوانه ولوحته التي يرسم عليها، ومضى منتشيًا.. تحدثه نفسه أنه فخر العرب، أشهر الرسامين على الإطلاق، وكأنه يلامس وجه السماء من فرط اعتزاره وفخره بنفسه؛ فهو فقط من تم اختياره لتلك المهمة، وسيكتب التاريخ عن وسامته، وبراعته التي لم يكن لها يوم مثيل، لكنكم يا قومي خذلتموني، ولم تقدروا فنِّي، وبعد قليل رغم أنوفكم ستوقنون، ثم جلس على أريكة قد جُهزت له من قبل أحفاد الخنازير، وجلست أنت أيها الرسام حتى تريهم يا فريد عصرك فنًّا جنفوا له في ريشتك، وبدأت ترسم، عازمًا أن تكون تلك اللوحة جنة، فأفرغت فيها كل براعة كانت لديك، جعلتها تصرخ من فرط ما جمَّلتها لطالبيها، وعندما بدأت ترسم طائرًا أبيض اللون أعلاها، انتفضت مفزوعًا! ما هذه النقطة الحمراء؟ من أين أتت؟ وأخواتها التي تلتها فانتشرت على الخلفية البيضاء! أيعقل أن تكون هذه دماء؟! وتلك الأشلاء لأي طائر تكون؟ هل... وقبل أن تكمل تساؤلاتك السخيفة، جاءت من خلفك إجابة ساخر، ومحذر يقول:
- "رأيتك تهفوا بريشتك نحو حمامة للسلام، أليس هذا ما أردت بالتمام؟".
فأجبته متتعتعًا، متلعثمًا:
- هذا هو إن لم يكن فيه أذًى لمشاعركم النبيلة!
فرد عليه ذاك الصوت بحزم أخافه، حين قال:
- "أكمل بلا رموز للسلام".
وعدت تكمل ما بدأته لتنتهي؛ فتنال حظوتك التي ناشدتها في كل وقت، ووضعت على أذنيك ما أصمَّك عن محيطك، فلا تسمع كما تدعي صوت إرهاب يبدد فكرتك، ثم مر الوقت مرورًا أذهلك، ونظرت لرسمتك نظرة غرور وافتخار، وقمت متشوقًا لتنال أجرك وتسلم العمل الحقير، فتسمرت قدماك، ولبك كاد منك يطير من هول ما رأيته من دمار! ماذا حدث؟ ومتى تم هذا الخراب؟ إنها (تل أبيب)! لقد رسمتها منذ قليل عروس بأرض إسرائيل، فاجأه من خلفه رفيق دربه، كان قديمًا حذره، مكررًا عليه لا توالي عدو الله يا مبسرة، مهما علا ملكه في الأرض، فبوعد الله لنا حتمًا سندمره، ونمحو كلمة (التطبيع) تلك التي أشاعوها موتى الضمائر؛ كي بحفظوا ماء الوجوه الآسنة، فانظر لنفسك توبة، أو ستموت بعد قليل خائنًا!
تدقيق لُغوي: ندى الجندي.
تصميم غلاف: أسماء فرغل.
موك اب: مها الجندي.
عن المؤلف
دعاء عيد احمد علي.. كاتبة ..معلمة ..مدرب معتمد ..تجد راحتها بين السطور ..مع الأقلام والصفحات.
0 Reviews
بإنتظار آرائكم ، نحن نسعى إلى الأفضل .