Read more »
نون النسوة (فوبيا العلاقات) بقلم مروة قبانى
![]() |
نون النسوة (فوبيا العلاقات) بقلم مروة قبانى |
![]() |
نون النسوة (فوبيا العلاقات) بقلم مروة قبانى |
من أصعب القرارات التي يقوم أيّ واحد منا باتخاذها، هي الخطوة الأولى بتحديد هدفنا من هذه الحياة، سواء كان ذلك الأمر علاقات اجتماعية نودُّ توطيدها أو اختيار شريك الحياة.
وبسبب رؤيتنا لماضي عائلاتنا والضغوط النفسية والجسدية التي يتعرضون لها خصوصًا على صعيد مُجتمعاتنا العربية ووضع (السن المبكر) في الارتباط السبب الرئيسي وراء جميع تلك الفروقات بين الأزواج؛ جعل الجيل الجديد والذي ننتمي إليه يُفكِّر آلاف المرَّات قبل الإقدام على مثل تلك الخطوة.
كان هذا الأمر قبل عقد من الآن شيئًا جيدًا جعل الكثير من العلاقات تدوم معًا بشكل أقوى وأكثر شفافية.
أما الآن فقد أصبح فوبيا العلاقات شبح يطارد جميع شباب وشابات اليوم، بسبب كثرة حالات الطلاق والخيانات المُتعددة، مع انفتاح التكنولوجيا الحديثة واتساع الآفاق أمام الجميع.
- خدعوك فقالوا كُلمَّا نضجت أكثر وازدادت سنوات عمرك أصبحت أكثر اتزانًا في اتخاذ القرار الأنسب واختيار الشريك الأفضل!
اختيار الشريك الأفضل لا علاقة له بالسنِّ، بل بالنُضج ومعرفة حجم تلك العلاقة والمسؤوليات التي ستُلقى فوق عاتقك، أما زيادة سنوات العُمر فلن تجعلك إلا خائفًا من فكرة الارتباط والتُشارك في قراراتك الحياتية ووقتك برفقة شخص آخر.
بل إنَّك كُلَّما نضجت أكثر وازدادت سنوات عمرك، كَبُرَتْ لديك فجوة فوبيا العلاقات أكثر، وتردَّدتَ في مُشاركة وقتك وقرارات حياتك الشخصية مع إنسان آخر، وربما شعرت بصعوبة إيجاد تفاهم مع الطرف المُقابل لكَ، حجم المسؤولية التي ستقع على عاتقك وأهمية الخطوات التي يجب أن تتخذها.
وهذا سلاح ذو حدين إما أن يجعلك تتنحى عن البدء بالخطوة الأولى نحو إقامة علاقة زوجية، أو الاتجاه نحو القرارات الصائبة وبناء علاقات زوجية سعيدة، لذلك لا تُبالغ في التفكير، اغتنم فُرصَك وكُن وسطيًا.
- قالوا لنا الحُبُّ يصنع المعجزات وربما الأحلام المستحيلة تصبح واقعًا، فالعائلات القوية التي تراها ما كانت جدرانها إلا من الحُب.
كثرة تكرار قراءة الروايات الخيالية مع مُتعتها ومشاهدة الأفلام والمسلسلات التي تتحدث عن الأحداث والقصص الرومانسية -المُبالغ فيها- جعل الجيل الجديد لا يتقبَّل الواقع بجميع مواقفه، فلا يرى أو يسمع إلا ما يراه من خلال المواقع الإلكترونية، بحجة أنَّ العالم كُلَّه مصنوع من الحُبِّ والأمل، أما هو فحظَّهُ من الدنيا الكره والحقد.
للأسف الشديد بأن الحُبَّ وحده لا يكفي لإقامة علاقات اجتماعية أو حتى عائلية سليمة، فهناك الكثير من الأساسيات التي نحتاجها كالوعي والنضج، التفاهم والتعاون باحترام وتقدير، يأتي معهم الحُبّ في النهاية، أما إذا أتى بمفرده يذهب مع مواجهة أولى الصعوبات والتحديات.
لا يتوجَّب عليك اختيار شريك الحياة الأنسب إلى عقلك فقط، بل من يحتضن قلبِكَ وعقلِكَ معًا، الشعور الذي ينتابك ويعطيك عدم الراحة -صادق- لا تتجنَّبه، والعلاقات خُلِقَت لتَكُن مسكن وأمان، الحُبُّ الذي يأتي معه رياح الحرب ستذهب ومعها أزهار الربيع وقلبكَ، اربح نفسك واخسره.
أما الآن فسنتحدث عن بعض أسباب فشل العلاقات الزوجية:
١- المقارنة: أحد أهم أسباب فشل العلاقات الزوجية داخل البيوت هو مبدأ مقارنة الطرفين في العلاقة، مع أشخاص آخرين، أو بناء علاقة زوجية وفق معايير وضعها أشخاص آخرون، للأسف الشديد بأننا نرى العائلات الأخرى بواسطة نافذة من بلور فلا نرى إلا الأشياء المثالية والجميلة.
من الجميل والمهم تحسين مستوى العلاقات التي بين الزوجين، لكن دون وضع مُقارنات مع أشخاص آخرين أو علاقات زوجية سعيدة نراها من بعيد.
٢- سوء التفاهم: الكثير من الأزواج يهربون من المواجهة والنقاشات الجادة، لحل المشاكل التي تحصل داخل العائلة، بحجة الاكتفاء من حجم المشاكل أو إنهاء الصراعات اليومية.
تبدأ المشاكل وسوء التفاهم بشكل بسيط، ثم تبدأ الأمور بالتعقيد حتى تنشبُ الحرب ويُعلنُ إحراق السفن، هناك حيث لا منفعة لخيط من الماء أمام حريق ضخم.
والحلُّ الأفضل هو وضع يوم مُحدد للنقاشات العائلية، طرح المشاكل وإيجاد الحلول المناسبة.
٣- أزواج رسميًا: أغلب العلاقات الزوجية تبدأ بعهود ومواثيق وحب وتنتهي بأزواج رسميًا مع وضع حدود وفواصل.
أتذكر أيام الخطوبة والصداقة، كم كانت جميلة وهادئة، أما بعد دخول قفص الزوجية تبدأ المسؤوليات وتنتهي الصداقة؛ فيصبح كلا الطرفين حلفاء حرب ومعاهدات.
لو أننا نحاول إبقاء الصداقة التي كانت بيننا وتجديدها، وذلك الأمر الذي يجعل العلاقات في أوج قوتها وازدهارها مهما مرَّت الأيام، ومن قال بكون الصداقة غير نافعة بعد الزواج، فنحن أكثر حاجة إليها بعد تحمل المسؤوليات وبدء الضغوطات، الأفضل أن تهرب مني إلي لأكتشف كم أنا موجود داخلك على أن نعيش كل واحد منا في وادي!
وفي النهاية لو كُنتَ تعتقد بأنَّك قادر على العيش وحيدًا دون خوض العلاقات، فأنت مُخطئ تمامًا، فالله تعالى خلق الإنسان مجبولًا على المحبة، وأخرج له من ضلعه المسكن والسكن؛ لنكن لبعضنا البعض رحمةً وإعجازًا.
قال تعالى: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾
بقلم: مروة قبانى.
تدقيق لغوي: نهى حجاج.
0 Reviews
بإنتظار آرائكم ، نحن نسعى إلى الأفضل .