بركان مقال بقلم هويدا جمعة

بركان مقال بقلم هويدا جمعة

Size
Price:

Read more »

 بركان مقال بقلم هويدا جمعة


بركان مقال بقلم هويدا جمعة
بركان مقال بقلم هويدا جمعة

بركان مقال بقلم هويدا جمعة
بركان مقال بقلم هويدا جمعة




                            "بركان" 

أحببت هذه المرة أن أختار عنوانًا مختلفًا عمَّا قبل، وأسميته: بركان المعرفة.
وكما اعتاد البعض منكم على توضيح كل كلمه أكتبها، سنتحدث قليلًا عن عنوان المقال الذي ينقسم إلى قسمين:
1- بركان: هنا كما أخبرنا العلماء أن البركان فتحة في القشرة الأرضية تسمح بخروج الحمم المنصهرة لخارج القشرة الأرضية، كما نعلم جميعًا
فهذه الحمم تندفع من باطن الأرض التي نشأت من خلال التشققات الحادثة أثناء الانفجارات، وبعد خروجها تبرد وتتشكل على صخور أو تشكل قاع المحيطات إلى آخره.
استوقفني كالعادة ما قرأت! وقلت ودار في ذهني: سبحان الله! ما أجمل حكمتك يا الله في كل شيء!
الهدف من هذا الكلام هو أن البركان يصف كل من لديه معرفة أو علم يعالج به نفسه من التشققات، أو ما يحدث في العالم او يفيد غيره به فيخرجه كما يخرج البركان الحمم، فيتعالج الشق الحادث فيه، وليس هذا فقط بل يستفيد الغير عبر مرور الزمن منه، كما يفعل البركان تمامًا ينفجر فيخرج منه المعادن والذهب، ويعالج نفسه من التشققات الحاد فيه، ويكون جبال أيضًا مثل جبل (الهيمالايا) أي يكون عظماء للتاريخ بعده.
لم أجد تعبيرًا آخر يوضح ما يجول في خاطري، غير أن العالم الذي يقدم علمًا للغير مثل البركان الذي يحرق نفسه، ويمكن أن يضيع عمره وصحته، بل ونظره أيضًا وسط البحوث والأوراق؛ لأجل الذي بعده يمشي على ما بدأ ويستفيد من كل خطوة وأساس وضعه، حتى وإن ضاع عمره لأجل أن يستفيد الغير منه ومن علمه، وعلى مرور الزمن يطوره ويجعله يناسب كل عصر وزمان، وكل من يأتي بعده يضيف شيء، فلكل منا وجهة نظر، ولكل منا رأي يختلف عمَّا سواه، فكل منا يضيف للأخر ولا يصل الكمال إلا لله -عز وجل-.
المقصود بالمعرفة هنا لا تقتصر على المعرفة بعلوم الدين وحده، بل المعرفه بعلوم الدنيا أيضًا؛ لأنك لا تعيش بمفردك بل تعيش وسط أناس أيضًا، فالشيخ مهم ولكن أيضًا الطبيب مهم، الصحفي الذي يغامر بنفسه لينقل لنا الأخبار ونحن نجلس على هواتفنا أيضًا مهم إلى آخره، لا غنى عنهم جميعًا، وهذا ما أرمي إليه من حديثي هذا.
هل للمعرفة طرق؟
نعم، أربعة طرق..
إن للمعرفة طرق عديدة في المعرفة لا تأتي من الكتب وحدها، بل من الأشخاص الأكبر سنًا أيضًا؛ أشخاص خاضوا تجربة الحياة قبلنا، وأيضًا من الموبايل الذي نحمله، فكل شيء في الحياة إن استخدمناه جيدًا سنخرج بفائدة كبيرة من خلاله، أو بمعلومة جديدة لم نعرفها من قبل تنير حياتنا للأفضل.
وأيضًا هنالك طريقة بل والمفضلة عندي، وهي رؤية كل مكان تقرأ عنه، أو استكشافك لأشياء لم تقرأ عنها، فكل كاتب كتب عندما بحث وغامر ليحصل علي المعلومات الموجودة الآن.

أهمية المعرفة وآثارها للمجتمع.
أولًا: للمعرفة أهمية كبيره للعقل؛ فهي تنيره وتجعله ملمًّا لما يحدث حوله أو ما حدث من قبل أن يوجد، مثل: النشرة الإخبارية؛ فهي تجعلك ملمًّا بما يحدث في العالم وأنت في منزلك، وأيضًا تخبرك بما حدث على مر عصور مع أجدادنا ولم نعلمه حالا من خلال الكتب والأشخاص الذين كانوا يعيشون في هذا الزمان.
كيف كنا سنعلم ما حدث مع رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- أثناء غزواته وجهاده في سبيل الله، إن لم يكن هنالك ما يدون أحاديثه أو لم يكن هنالك المصحف الذي نرجع إليه في جميع أمورنا، أو الصحابة الذين كانو في عصر رسولنا الكريم، كيف كنا سنعلم كل هذا ولم نعش في عصر الرسول؟
هنا تأكد أن لها أهمية كبيرة جدًا جدًا.
ثانيًا: المعرفة تجعل طريقة النقاش مختلفة، وتجعلك أكثر حكمة عند أي جدال، ما ذكره الله -تعالى- عندما قال في
سورة الأعراف: 199 ﴿وأمر بالعرف واعرض عن الجاهلين﴾
يعني إذا سفه عليك الجاهل لا تقابله بالسفه بل أعرض عنه( ابتعد عنه).
ثالثًا: التقرب من الله والاقتداء بسنة رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- تأتي من خلال المعرفة الجيدة بديننا، وماذا كان يفعل رسولنا الكريم فالمعرفة مهمة في الدين 
كيف ستعبد الله حق عبادته وأنت لم تعرفه جيدًا لم تعرف إسلامك جيدًا. 
رابعًا: المعرفة أساس أو لبنة المجتمع الأولى في النهوض والرقي، بدولدتك للأفضل والأقوى.
أثار المعرفة على المجتمع الذي نعيش به؟ لكل شيء أثر سواء أكان إيجابيًا أو سلبيًا، فعندما تؤذي غيرك هذا تأثير سلبي، عندما تفعل ما حرمه الله من اتباع الشهوات وسرقة هذا أيضًا يعود على المجتمع سلبيًا، بل وعلى أطفالك أيضًا في المستقبل، قال -تعالى- في كتابه العزيز ﴿وكان أبوهما صالحًا﴾ هذا دليل على أن صلح الراعي صلحت الرعية، فالكل راعٍ وكلٌ مسئول عن رعيته.. الأب راعٍ، والأم راعية، كيف ستكون راعيًا وأنت لم تتعلم الرعية؟ نعم، حتي في أبسط الأشياء تحتاج إلى معرفتها؛ كي لا يعود على أبنائك أو المجتمع الذي تعيش به.
وإن كانت معرفتك قليلة فسيكثر وقوعك فيما لا يحمد عقباه، أي أنك ستكون صيدة سهلة للضحك عليك.. كما رأينا وعانينا من الإرهاب، فأنا متأكدة تمامًا إن من يعلم دينه حق المعرفة لا يمكن أن يقتل أخاه المسلم، حتى الحروب لها أصول وقوانين قال رسولنا: "لا تقتلوا الشيوخ والأطفال والنساء"، أي دين يتبعون هؤلاء؟ ولكن هذا يرجع لعدم المعرفة وتغيب العقول. 
لماذا اخترت بركان المعرفة وعلتهما معًا؟ لأن المعرفة التي تقتصر على الشخص نفسه ولا يفيد بها غيره ستضيع أو تختفي بمجرد موته، ولكن إذا علمها أو نشرها أو أخرجها للعالم ستظل بل وسيضاف عليها، ويتم تطويرها ويمكن أن تكون سببًا في فائدة للغير،
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث منهم (علمًا) ينتفع به. وأيضًا عدم معرفة الشيء ليس دليلًا على أنك لن تعاقب عليه، فهنالك امرأه دخلت النار في قطة حبستها لم تطعمها ولم تشربها، هي لم تكن تعلم أنها ستعاقب من الله أو ماذا سيكون العقاب.
قال رسولنا -صلي الله عليه وسلم-:" ليبلغ الشاهد منا الغايب".
ملحوظة: لا تكتم علمًا تعرفه عمن يحتاج لعلمك لاعتقادك أنه سيكون أفضل منك.
في نهاية كلامي أحب أقول أن يجب أن يكون عندك معرفة لأجلك أنت، قال تعالي {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتو العلم درجات﴾ ما أجمل آيات الله سبحانه وتعالى عندما تستشهد بها في حديثك عن كل شيء! 
يجب أن يكون عندك معرفة لأجلك أنت؛ لأن المعرفة ترفع من شأنك ومن شأن بلادك، وترفعك معنويًا ومديًا وتغير حياتك للأفضل.
تدقيق لغوي: نهى حجاج. 
الكاتبة: هويدا جمعة.
تنسيق: نجوان محمد .



0 Reviews

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *