نون النسوة ( بنك الحياة) بقلم مروة قبانى 

نون النسوة ( بنك الحياة) بقلم مروة قبانى 

نون النسوة ( بنك الحياة) بقلم مروة قبانى 

نون النسوة بنك الحياة                            

 تدقيق لغوي: تقى رمضان           مراجعة : ندي الجندي 

تصميم: الشفاء أمين 

  

في هذه الحياة المليئة بالتكنولوجيا والأدوات العصرية التي جعلت العالم أكثر فوضوية بطرقات تؤدي إلى طُرقٍ أكثر تعقيدًا، أصبحت الحياة أكثر صعوبةً وأقلَ غموضًا.

ويبقى الأمر سلاحًا ذا حدَّين، يجعلكِ ترين مختلف طبقات المجتمعات من بالغ التَّرف، والأكثر غنى إلى الطبقات الشعبية والفقيرة، والتي تعيشُ محاولةً الوصول إلى عُقلةِ إصبع أحد هؤلاء المُنعمين دون جدوى.

تحزني لحالكِ، ثُمَّ لا تلبثي أن تضعين الخُطَط والجداول الخُرافية؛ لتعملي بجدٍّ مُبالغ فيه تُردِّدي في نفسك: "هذا ما يجعلني في تطوُّرٍ وعلمٍ كما حَلمتُ دومًا". لكنَّك ستبدأين بالتنازُلِ عن تلك الأهداف واحدًا تِلوَ الآخر؛ حتى تعودين إلى نُقطة البداية.

تضربين بيدكِ فوق جبهتك وأنتِ تُأنبين نفسك باستمرار، كيف لا يمكنني فعلها كما فعلتها الكثيرات من قبلي؟ ربما لأنني لا يمكنني اللَّحاق بجميع التفاصيل الصغيرة والكبيرة داخل الحياة لأصبح الأفضل؟! لكن ماذا عن حُلمي بالسفرِ حولَ العالم كصناع المحتوى على تطبيق الـ(اليوتيوب) مع المحافظة على الجمال والرِّقة التي يتمتعَّنَ بها كما نراهُنَّ دومًا؟!

وماذا عن العلمِ، والمعرفة، والثقافة؟!

تستيقظين في الصباحِ الباكر وأنتِ تهمسين بكلمةٍ واحدة: "أريد أن أعيش الحياة بجمالها والحفاظ على نفسي، أن ألمسَ جوفي فأجد تلك الطفلة الجميلة، مع قدرتي على توفير جميع مُتطلباتها، والاستمتاع بالرقصِ مع الحياةِ ووجهي كالقمر".

أولًا عزيزتي: تأكدي تمامًا بأنَّكِ ترين فقط اللحظات والأوقات التي تُودُّ تلك المرأة الجميلة أن تعكسَ جمالها أمام الجميع، لكن الحياة أطول من تلك الساعات بكثير، إذًا فهي امرأة لديها نفس الحياة التي تعيشينها والزمن المحدود الذي تملكينه، لكنها كانت قادرةً على التحكُّمِ بالزَّمان والقدرُات التي تمتلكها بوضع خطط، وأهداف واقعية على مقاس حياتها دون عيش القلق والخوفِ، أو وضع جميع المعايير العالمية بالحُسبان.

بنكُ الحياة يحمل معه ملايين الفُرص لكوننا بشر نحملُ طباعًا مُختلفة، سيكون لديكِ منها العشرات ورُبَّما المئات، لكنَّكِ غير قادرة على تحصيلها جميعًا؛ لذلك يتوجَّب عليكِ وضعُ أهداف مقابل شخصيتك والحياة التي تعيشينها؛ لتكون مُناسبةً لقُدرتكِ التي تؤمنين بها تمامًا.

فالإرادة والشجاعة هي أهم الصفات التي يتوجب عليكِ امتلاكها من بعد التخطيط الاستراتيجي الذكي.

وتذكري الاستمتاع بالحياة؛ لتعيشينَ المراحل العُمرية التي تمرِّين بها، فلا تندمين على عدم الاستمتاع بتلك اللحظات بسبب تَعقُّلُكِ المُبالغ به فتندمين، الحياة تحتاج إلى أوقاتٍ جنونية ومغامرات تُعيد روحك الجميلة نحو الشغف والألوان الزاهية.

والأمر الأكثر راحة للقلبِ والرُّوح هي القناعة والاكتفاء بما نملكُ بين أيدينا، فلا نقعدُ حدَّ اليأس والقنوط، فلا نتطور أو نقف في أماكننا دون المحاولات الجنونية والعشوائية في الرَّكض بتعبٍ دون النظر خلف أقدامنا، فنحيا بدائرة مُغلقة من الوهمِ أو التوتر.

لا تنسي أن تبتعدين بكُلِّ قوتِك عن المجتمعات المُتذمِّرة وأصحاب الطاقات السلبية، فهي مُعدية بشكلٍ قوي دون أن تشعري بالأمر، أفكارهم ومعتقداتهم قادرة على تغيير طاقاتك الإيجابية مهما كانت إرادتك قوية.

والعلاقات التي نخوضها وتكون لنا داعمًا قادرة على مُساندتنا في الأوقات السيئة، وتجديد وتوجيه مشاعرنا نحو الأفضل.

والأهم من جميع ما سبق ثقتَكِ بنفسكِ وإعطاء نفسك الحُبَّ الذي تستحقينه، ومعرفة قُدرتك بتطوير موهبتك وامتلاكها تمامًا؛ فهي قوَّتك ومصدر دخلك داخل بنك الحياة.

وتبقى الحياة بسيطة جدًا وجميلة لمن أراد عيشها كما هي دون الدخول إلى الجنون الذي ابتكره العالَم العصري، والخوض في حربٍ هائلة غنائمها تزول وتصبح بلا قيمة. في نهاية المطاف الخاسر من يحاول دومًا الفوز بِكلِّ شيء، أما الرابح من يعيشها بحلوها ومُرِّها دون إفراط أو تفريط.